فيروس كورونا: الأعراض و الوقاية
فيروس كورونا: الأعراض وطرق الوقاية
لا حديث للعالم الآن سوى عن ذلك الفيروس المستجد الذي عطل حركة الحياة اليومية وأجلس الملايين في بيوتهم حول العالم
وتسبب في موت عشرات الآلاف من البشر في بعض البلدان، ووسط زحام المقالات ومقاطع الفيديو والمنشورات وحديث
القنوات عن الفيروس؛ يرتبك المتابع غير المتخصص، وقد يجد شيئًا من الصعوبة في الحصول على معلومات واضحة
وبسيطة وموثوقة عن أعراض هذا الفيروس، وعن أسباب خطورته، وعن كيفية الإصابة به، وطرق الوقاية، وأساليب العلاج
، وغير ذلك.. لذلك سنحاول في هذا المقال تغطية كل هذه العناوين بشيء من التبسيط والاختصار، لتصل المعلومات
في صورة نقية مركزة يمكن لغير المختص الإفادة منها.
ما هو فيروس كورونا؟
كورونا هو نوع عام من الفيروسات، ذات الشكل التاجي الذي يظهر تحت المجهر بوضوح، وهو الذي يميزها عن
أنواع الفيروسات الأخرى، تعيش هذه الفيروسات في بعض الحيوانات البرية المعروفة، ولم تكن تظهر منها أي
طورة على الإنسان حتى وقت قريب نسبيًا، حينما أظهرت هذه الفيروسات قابلية هائلة للتطور والانتقال من الحيوان
إلى الإنسان ثم من الإنسان إلى الإنسان، وذلك في عدة حالات سابقة، كان أشهرها فيروس “سارس” الفتاك الذي
انتشر في أوائل الألفينات وتسبب في وفاة أعداد كبيرة ممن أصيبوا به، ويعد فيروس كورونا المستجد (المعروف
علميًا باسم: كوفيد 19) حالة جديدة من حالات تطور فيروسات كورونا، ظهرت فيه قدرتها الهائلة على البقاء
لفترات أطول، والانتشار بصورة أسرع.
لماذا يربط الناس بين كورونا وأكل الخفافيش في الصين؟
الصين هي أول المواطن التي ظهرت فيها إصابات بشرية بفيروس كورونا المستجد أو كوفيد
19، وتحديدًا في بلدة ووهان التي اشتهرت بأكل الخفافيش، والخفافيش هي أحد الحيوانات البرية
الحاملة للفيروس ، ومن هنا جاء الربط بين الفيروس وبين أكل الخفافيش من بعض النظريات
التي تحاول تفسير كيفي تطوير الفيروس لنفسه ليستطيع الانتقال من الحيوانات إلى الإنسان، لكن هذه الكيفية
لا زالت تحت البحث، ولم تثبت فيها آراء أو أحكام قاطعة بعد.
هل فيروس كورونا هو فيروس خطير أو فتاك؟
يصيب فيروس كورونا الجهاز التنفسي في جسم الإنسان، وتصل مضاعفاته إلى إفشال وظائف
التنفس بصورة كلية، مما يتسبب في وفاة المصاب به، ما لم يتلقى الرعاية الطبية اللازمة، لكن
خطورة الفيروس الحقيقية لا تكمن في الأضرار العضوية التي يسببها للجسم، فكلها أضرار قابلة
للاحتواء في وجود التجهيزات الطبية المطلوبة، لكن الخطورة الحقيقة للفيروس تكمن في قدرته
على التكاثر والانتشار بسرعة هائلة، مما يرفع من احتمالات إصابة أعداد كبيرة جدًا به في
الوقت ذاته، وهذا يتطلب عددًا خياليًا من المنشآت الطبية المجهزة لتتمكن من استيعاب جميع
هذه الحالات في الوقت نفسه وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لها، ونظرًا لعدم قدرة أي منظومة
طبية في أي دولة من دول العالم على استقبال هذه الأعداد الهائلة دفعة واحدة؛ فإن الكثير من
الحالات المصابة لن تتلقى الرعاية الطبية اللازمة، وستُترك تحت رحمة الفيروس ليقوم بمهمته
في إفشال وظائف التنفس حتى النهاية، والقضاء على حياتها، مثل ما حدث في العديد من دول
العالم، مثل إيطاليا وإسبانيا وإيران، وكذلك إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا.
ما هي الخواص المسببة لخطورة فيروس كورونا؟
ترجع خطورة فيروس كورونا المستجد أو فيروس كوفيد 19 إلى قدرته على الانتشار بسرعة
هائلة كما قلنا، وهذه القدرة على الانتشار السريع يمكن تفسيرها بعدد من الخواص أو المواصفات التي عرفت عن الفيروس، وهي:
- قدرته على البقاء على الأسطح لفترات طويلة، وخصوصًا الأسطح المعدنية، مما يرفع من احتمالات
الإصابة به حتى عند عدم الاتصال المباشر مع أحد المصابين به. - قدرته على النجاة في الأجواء الحارة، حيث أن بؤر انتشار الفيروس لم تقتصر على المناطق الباردة
أو الأجواء المعتدلة، بل ظهرت العديد من بؤر الانتشار في بعض البلدان ذات الأجواء الحارة. - طول فترة الحضانة، حيث تصل إلى 14 يومًا في بعض الحالات، وهي فترة طويلة نسبيًا، لا تظه
فيها أعراض الفيروس، ويظل الشخص الحامل له يعيش حياة طبيعية، وينشر الفيروس في كل الأماكن
والمناطق التي يتواجد فيها، وينقل العدوى إلى كل البشر الذين يحتك بهم أو يتفاعل معهم.
ما هي اعراض كورونا الأولية ؟
تبدأ اعراض كورونا الأولية في الظهور بعد انتهاء فترة الحضانة، التي تصل إلى 14 يومًا في بعض
الحالات كما ذكرنا، ومن أهم الأعراض الأولية لفيروس كوفيد 19:
- ارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الجسم.
- سعال جاف (كحة جافة)، أي غير مخاطي أو بدون بلغم.
- ضيق نسبي في التنفس.
- الشعور بالخمول أو الضعف.
- آلام في العضلات والعظام.
ما هي طرق علاج فيروس كورونا ؟
ما زال علاج فيروس كورونا المستجد إلى الآن محل البحث في جميع دول العالم، ومن المتوقع أن عملية
التوصل إلى مصل أو مستحضر دوائي يمكنه علاج الفيروس والقضاء عليه ستستهلك مدة زمنية تصل إلى
سنة ونصف في بعض التقديرات، ليأخذ العمل البحثي دورته كاملة في تحضير المصل واختباره ومعرفة
آثاره وأعراضه الجانبية والتأكد من إمكانية استخدامه على نطاق واسع بأمان.
ما هي الطرق البديلة لمحاربة الفيروس في ظل عدم وجود مصل علاجي إلى الآن؟
في ظل غياب المستحضر الدوائي أو المصل اللازم لعلاج الفيروس، فإن محاربة الفيروس في الفترة
الحالية تقتصر على المحاولات الجماعية لتحجيم انتشاره، حتى لا تزيد معدلات الإصابة إلى الحد الذي
لا يمكن معه للمنظومات الطبية استيعاب الخطر وتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمرضى، ومن أهم
السلوكيات التي ينبغي لكل فرد التزامها لمحاربة انتشار الفيروس:
- المحافظة على التباعد الاجتماعي: من خلال البقاء في المنزل، وعدم الخروج والاحتكاك بالناس إلا في
حالات الضرورة القصوى، والابتعاد عن أماكن التجمعات قدر الإمكان، وتجنب المصافحة بالأيدي
والأحضان، والاحتفاظ بمسافة كافية عند مقابلة أي شخص أو التحدث معه. - الالتزام بالغسيل الدوري لليدين بالماء والصابون بعد ملامسة أي سطح، لمدة 15 إلى 20 ثانية في المرة الواحدة.
- تعقيم الأسطح التي يكثر لمسها باستمرار.